همسة من القلب للقلب
يعد الإنفصال العاطفي بين الزوجين تسفيه لحقوق الزواج ؛لعدم تقدير إحدى الطرفين لذلك الميثاق الغليظ والرباط المقدس بينهم ،وفي أغلب الأحيان يكون الزوج وذلك لعدم إدراكه أن إهمال الزوجة وإنشغاله عنها يهدم المودة بين الزوجين ويكون بداية الفراق الروحي بينهم .
قد ترى الزوجة أن الخيانة أبشع تصرف قد يقوم به الرجل في حقها ولكن هذا الانفصال أسوأ من وقع الخيانة عليها ، ففيه إزدراء لكرامتها وأنوثتها ، فيحطمها عدم إهتمامه وتجاهله لها ولمشاعرها التي جُبِلَت عليها بالفطرة .
ولم تتحمل ذلك الوضع ، ومنهن من تُفتَن ( لا أبرر بالطبع ولكن هذا الوضع من أكثر أسباب الخيانة الزوجية شيوعاً(وكذلك الطلاق ).
الرجل هو القيِّم على الأسرة مُطاَلب أن يصبر على زوجته لعلمه بضعف ِخلقتها وغلبة العاطفة عليها ، لذا يجب ألا يتتبع عثراتها ولا يبالغ في تقويمها فهي خُلِقت من ضلع ٍ أعوج فإن عدلها كسرها .
ولعله يعلم أنَّ قلب المرأة ..وردة لايفتحها إلا الحب ، فهي صاحبة البهجة والسعادة التي ُتزين قلب الرجل إن أحبته .
حواء هي هدية الله لآدم في الجنة، فهي متعة الحياة وقد علا من شأنها الاسلام لأعلى المكانات .
وفي ديننا الإسلامي وصى النبي (صلى الله عليه وسلم )الزوج بالرفق واللين مع زوجته، وحين وصف النساء شبههم بالقوارير ذلك الزجاج الهش الذي يحتاج إلى رفق ولين في التعامل وإلا كُسِر .
قد وصى النبي (صلى الله عليه وسلم )
بالنساء كثيراً كما في قوله:( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )،( استوصوا بالنساء خيراً) ،( رفقاًبالقوارير) .
ولأهمية ومكانة الزوجة في الإسلام أمر الله الرجل بمعاشرتها بالمعروف كما في قوله ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) “سورة النساء”،
فهنا على الزوج أن يصبر على زوجته ويعاملها بالمعروف وإن كَره منها ُخلقا تغاضي عنه لعل الله يجعلها خيراً له ،وأمر الله الزوج أن ُيعطي الزوجة حقوقها من نفقة وسكن والمعاملة الطيبة ،حتى في حالة الطلاق أمره أن يتركها بإحسان ولاينسى الفضل بينهم .
قد أباح الطلاق مع إستحالة المعاشرة بالمعروف ،لعلَّ الله أن يختار للرجل خيراً منها ، ويختار لها خيراً منه .
قال تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً ) النساء/.
ولكن حرم الله على الرجل أن يترك الزوجة مُعلقة في قوله (فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ) .
فحرم الله الانفصال لما له من أثر نفسي سئ عليها وتبقى في وضع لا هي متزوجة تتمتع بالحقوق الزوجية ولا هي مطلقة يمكنها أن تتزوج من رجل آخر تسعد بحقوقها معه .
وعلى رغم من تلك المكانة العظيمة للزوجة يعيش كثير من الأزواج تحت سقف واحد مثل الغرباء، تحت دعوى الحفاظ على المظهر الاجتماعي، أو مستقبل الأبناء، أو هرباً من تبعات الطلاق وما يترتب عليها من نفقة وحقوق للزوجة.
ومن أسباب حدوث هذا الإنفصال (الطلاق )العاطفي :
الإهمال ،وعدم التواصل بين الزوجين، وغياب الحميمية، والضغوط المادية والنفسية، وتصبح المشاكل اليومية هي الاهتمام الوحيد الذي يجمع بين الزوجين،فيتباعد الزوجان وتتفاقم الخلافات بينهم إلى الحد الذي يخلق جواً من التوتر الوجداني والصراع النفسي فلا يشعر كلا منهما بوجود الاخر.
وبرغم قسوة الانفصال العاطفي تتحمل الكثير من الزوجات ذلك الوضع حتى لاتقع في براثن مصطلح مطلقة التي لايرحمها المجتمع من فرض قيود عليها تُشعرها بالنقص وأنها غير مكتملة وتبحث عن رجل دائماً .
وتحت مظلة هروب الزوج من تبعات الطلاق والنفقة ،وهروب الزوجة من لقب مطلقة تتأثر الأسرة سلبياً بهذا الانفصال ناهيك عن خطورة الوضع نفسياً على الأبناء،و عن الاضطرابات النفسية والسلوكية التى تؤثر تباعاً على المجتمع .
ولتخطي تلك المرحلة قبل وقوع الطلاق الفعلي والقانوني ، يُفضل اللجوء إلى معالج نفسي ومستشار أسري حين يتسلل الفتور العلاقة ، وذلك لفهم إحتياجات وحقوق كل طرف في العلاقة وتعلم فنون التواصل بين الازواج و تعلم الحوار القائم على المناقشة لا التسلط وفرض الرأي .
وعلى الأزواج التغاضي عن بعض الاخطاء والتعلم منها والاهتمام بمشاعر الطرف الاخر ، وإعتراف كل منهم بأهمية الآخر في حياته.
إن الحياة الزوجية تشهد تصادماً بين الطرفين بين حين وآخر لذا من المهم ضبط النفس وغضّ الطرف عن أخطاء الطرف الآخر والصبر والتسامح حتى تمر العاصفة بسلام وكأنها كانت زوبعة في فنجان .
همستي :
ليس من العيب أن يطلب كل منكما التقرب إلى الآخر وطلب الاهتمام منه بدلا من الصمت الذي يؤدي إلى تباعد أرواح الزوجين إلى الحد الذي يصل بهم إلى الطلاق العاطفي ثم الفعلي
فالحياة الزوجيه علاقة مقدسة وتستحق بعض التنازلات الممكنة والتسامح والتقرب بحب إلى الطرف الآخر .
بقلم أ- مروة مصطفى
لااحلل نقل المقال بدون امضاء