مرض العصر…… “الخيانة الالكترونية”

”
همسه من القلب للقلب

مرض العصر……”الخيانة الالكترونية”
الخيانة من أصعب الطعنات التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته ،
وأبشع الآلام وقعاً على النفس ،ولكنها أصبحت في زيادة مطردة تحت مسمى ” كسر روتين” وإستمتاع باللحظة!!!.
لاأعلم كيف تصبح الخيانة مألوفة للكثير خاصةً في عالم الرجال، وكأنها مجرد نزوة للرجل ويعطي له المجتمع مبررات وأعذار !!.

من المؤكد أن الطرف المطعون بخنجر الخيانة يعتصر الألم قلبه ولكن بكل بساطة يبرر الخائن أفعاله بأنها ليست خيانة !!.خاصةً إن كانت عبر مواقع التواصل الاجتماعي معتقداً أن الخيانة محددة بوقوع اللمسات والهمسات والقبلات وماإلي ذلك !!
ولكن الخيانة هي الخيانة ولو مجرد نظرة لغير الشريك أو تفكير في إنشاء علاقة ولو من باب التسلية لكسر الروتين كما يبررها البعض !!.

قد تحدث أحياناً الخيانة الزوجية نتيجة تأثير ضغط نفسي مؤقت كالشعور بالرتابة والملل من الحياة الزوجية أو نتيجة لبعض المشاكل الزوجية أو بسبب المرور بمرحلة المراهقة المتأخرة وتجدد أحاسيس المغامرة والجرأة والرغبة في تجديد الشباب ويلاحظ أن هذة الاسباب قد ينتج عنها خيانة للمرة الواحدة ثم يشعر الزوج بتأنيب الضمير والندم والرغبة في عدم الاستمرار في هذة العلاقة وهذة الحالة يطلق الاخصائين عليها بالنزوة .

وينصح بعدم الطلاق في هذة الحالة بل بمحاولة التسامح وسد الذرائع التي أدت إلى سقوط الرجل في هذة الزلة .
ولكن يُنصح بإستخدام أنواع عقاب دون الطلاق “وذلك للمحافظة على البيت ”
ولتذكرته أنه إن أخطأ ثانيةً سيدمر كل شئ “فمن أمن العقاب ساء الادب” .

أحياناً قد تكون الخيانة متكررة

“نمط حياة إتخذه الرجل حيث يبحث دائماً عن متعته بغض النظر عن إيلام الآخرين “وهو شعور بمتعة كاذبة” ومن الممكن أن يكون مصاب بمرض نفسي كمرض معروف ب”الدونجوانيزمDon-juanism ».

والعلاج الأمثل لهذا النوع “حيث أقر به أكثر الاخصائين ” هو الهجر أو الطلاق ؛لانه شخص فاسق وكثيراً مايكون زاني وهو أمر منهي عنه شرعاً .

وهنا أحببت أن أنوه أن الخيانة العاطفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي خيانة بشعة وقد تكون أكثر بشاعة من الخيانة الجسدية.
فالخيانة العاطفية عند معظم النساء ولو مجرد تحدث على المواقع الخاصة بالتواصل الاجتماعي هي الاسوا على الاطلاق لسهولتها وإدمان الرجل لها أيضاً وصعوبة التخلص منها،ولانه عالم إفتراضي ُيحدِث لكل من وقع فيه نشوة خاصة؛ لان كل منهما يضع له صورة ذهنية قد تكون غير حقيقيةمن الأساس ولكن مشبعة لنفسه حين يراها في عيون ومسمع الآخرين.

المحادثات العاطفية واللقاءات الرومانسية والخلوة والمراسلات الغرامية عبر وسائل الاتصال وبرامج التواصل أو الانترنت خارج نطاق الشرعية الزوجية كلها داخل في الخيانة العاطفية . ومع الانفتاح العالمي وثورة الاتصالات تعددت وسائل وأساليب وصور الخيانة الزوجية فبرامج التواصل في تطبيقات الأجهزة الهاتفية ، ومواقع التعارف على شبكة المعلومات العالمية ( الأنترنت ) أذكت ووسعت دائرة الخيانة.

الخيانة “بكل درجاتها وأنواعها ” سهم ُيغرز في قلب أحدهم فيُميته وهو على قيد الحياة ، وكأن الخائن طعنه بخنجر مسموم،وأشعل في قلبه نيران الحسرة والألم ،ناهيك عن جرح الكرامة ومشاعر التيه والفقد والانهزامية والانكسار .
ومن الجدير بالذكر أن للخيانة”بحسب نوعية العلاقة ” عدة أنواع منها الآتي :

الخيانة البصرية :

وهي التي تكون بالنظر ، وقد جاء وصف خيانة العين في القرآن ، قال الله تعالى :﴿يعلم خائنة الأعين﴾ (سورة غافر)
النظر قد يجر إلى الزنا فتسمية مقدمة الزنا بالزناهو من باب إطلاق للمسبب على السبب ؛ وعليه فإن النظر إلى المحرمات بقصد الشهوة كلها تقع في هذا النوع ومحرمة شرعاً .

الخيانة القولية :
وهي الكلمات والعبارات التي يتكلم بها أحد الزوجين لطرف ثالث مما لا يحل أن يتكلم بها الا للزوج أو زوجة .

الخيانة الكتابية :
تكون الخيانة فيها بواسطة الكتابة ،مثل كتابة رسائل غرامية إلى طرف ثالث .وقد كثر هذا النوع من الخيانة وذلك باستخدام برامج التواصل الاجتماعي.

الخيانة السمعية :
تكون الخيانة فيها عن طريق الاستماع إلى المحرمات والكلمات التي لا يحل الاستمتاع بها إلا من قبل الزوج أو الزوجة .

الخيانة الذهنية أو التخيلية :
ويقصد بها أن يقوم أحد الزوجين بالتمني والتخيل والتفكير بغير الزوج أو الزوجة ،وهو محرم ؛إذ قد يتمكن من قلب الانسان ووجدانه.

الخيانة الجسدية :
وهي من أعظمها وهي تتدرج من التلامس الجسدي كمسك اليدين إلى ارتكاب الزنا .
وللاسف نرى الانفلات حيث العلاقات المحرمة خارج إطار العلاقة الزوجية وذلك لغياب الوازع الديني وعدم وجود قيم ومبادئ أخلاقية عند أحد الزوجين
ومن الاسباب أيضاً الاختيار الخطأ للشريك ، ناهيك عن كارثة ترويج فكرة الصداقة بين الجنسين حيث يشعر كلا الطرفين بالاكتفاء وعدم حاجته للزواج.

لذا على الزوجين تحديد أوقات يلتزم بها الزوجان للقاء الاسري ،وتحديد أوقات للاصدقاء.
وإختيار صحبة صالحة وتقنين استعمالات وسائل التواصل وترشيد استهلاكهاوالمصارحة بين الزوجين وتقوية الروابط الاسرية وتعزيز الانتماء للاسرة .
ويجب على الزوجين الحوار والمناقشة الصريحة حول خلافاتهم والتعبير عن مشاعرهم وحل المشكلات التي تؤثر على العلاقة الزوجية .

همستي

تَقَبل شريك الحياة وأنظر له نظرة موضوعية إيجابية فذلك يُشعره بالحب والسعادة ويضفى على الحياة الزوجية التفاهم والحب وإستمرار السعادة الزوجية لابعد مدى.
اتقِ الله في نفسك قبل زوجك واعلمِ أن الله يرى وخافِ عقباه وكذلك أنت.

وأختتم كلماتي بقوله تعالى:

” إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ“

بقلم: أ-  مروة مصطفى
لااحلل النقل الا بامضاء

مواضيع مميزة اخري

مشكلة جيل … “حملة خليها تعنس”

قلوب ولكن سوداء

همسة من القلب للقلب (وماذا بعد)