مشكلة جيل … “حملة خليها تعنس”

حملة خليها تعنس 

همسة من القلب للقلب

أرى أن حملة “خليها تصدي”للسيارات
فيها كثير من القوة والشجاعة وتؤكد أن فكر الشاب المصري قد تغير وبدأ يتطلع لكسب قضيته بطرق سلمية وبتعاون دون ضرر بملحقات الغير ،كما كنا نرى من قبل في المظاهرات غير السلمية .
وهذا أثبت قوة الفيسبوك وأهميته ومنافعه التى يغفل عنها الكثير ، والآن قرر هؤلاء الشباب ذوي الهمة والمروءة المقاطعه لكل منتجات التدخين “السجائر”وهذا جعلني أشعر بالفخر الشديد بهذا الجيل .

ولكنني حزنت كثيراً لعدم الوعي وتضارب الافكار واختلاط الامور حين فكروا في عمل مقاطعه الزواج تحت مسميان “خليها تعنس” و ” خليها تنور في بيت أبوها” .
في الحقيقة أثارت تلك الحملة إستفزازي كثيراً ، من قال أن المرأة مجرد بضاعة مباعة أو مجرد شئ إستثنائي في الاسواق بمقاطعته سيشتروه بالثمن الذي يحلو لهم ، فهذا تفكير عقيم لاأرى غير أنه رجعية وعدم تحضر .

أييظنون ماذا؟؟!!

أن عالم النساء سيصمت !!! لا والله لن نقبل أن يقلل من شأننا أحد .
فليتذكر كل شاب مؤيد لهذة الحملة أن المرأة تمثل الأم والاخت والزوجة والابنه فكيف تبخسونها وتقللون من شأن وقيمة المرأة .
فالمهر يختلف بإختلاف مكانة المرأة ونسبها وحسبها لا سواسية في ذلك فليست هي بضاعة حتى تتحدد أسعارها بإتفاق التجار بل هي أثمن وأغلى وأعلى شأناً .لماذا يخلطون الامور هكذا ،فهذا تسفيه للمرأة .
فديننا الاسلامي لن يسمح بذلك .

فهو الدين الذي علا من شأن المرأة ووصى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” بها وبمعاملتها بالمعروف.
فالله عز وجل لم يطلق على الايمان به والعهد بين المسلم وربه بميثاق غليظ بل اطلق ذلك على العقد بين الزوجة وزوجها.
فشأن المرأة والزواج أعلى من تلك المقاطعة وتلك الحملة المشينة والتي تسئ للاسلام .

فعدم القدرة على الزواج موجودة منذ قديم الازل ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ” .

ويؤمن المسلمون أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها وكتب لها حق الميراث والنفقة والرفق وحقوق أخرى تكاد تكون اكثر من الرجل؛ وذلك لتحملها مهمة إعداد نفسها لتكون سكنًا معنويًا وروحيًا وحسيًا لزوجها يأوي إليها، يغسل في ظلال أنوثتها ورحاب نفسها وغزارة عواطفها المتميزة بالرحمة والمودة هموم كدحه وكفاحة في ميادين ما كلف به من واجبات لم تكلف بها المراة، في قول الله تعالى :. وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.

وكذلك تحملها أعباء الحمل ومخاطره ومشقة الولادة، ومسؤوليات الأمومة في حضانة الأطفال وتنشئتهم، ومتابعة تربيتهم وإعدادهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه تكاليف الحياة التي تنتظرهم… وإنها لا شك مسؤولية تتصاغر أمامها أية مسؤولية أخرى..

فالزوج مطالب بالمهر وتكاليفه إلى تكاليف المنزل ومتطلبات الزوجة والأولاد، دون المساس بأموال الزوجة وممتلكاتها الشخصية التي لا يحق للرجل أن يطالبها بشيء منها ، فإن فعل فإنما هو اعتداء واغتصاب لحق الغير، وهكذا فإن الإسلام أعطى للمرأة امتيازًا ماليًا غير عادي على الرجل.

في قوله تعالى
“وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا “.
وفي هذه الآية دلالة على جواز الإصداق بالمال الجزيل ، وقد كان عمر بن الخطاب نهى عن كثرة الإصداق ، ثم رجع عن ذلك اعترضته امرأة من قريش فقالت : يا أمير المؤمنين ، نهيت الناس أن يزيدوا النساء صداقهم على أربعمائة درهم ؟

قال : نعم . فقالت : أما سمعت ما أنزل الله في القرآن ؟ قال : وأي ذلك ؟ فقالت : أما سمعت الله يقول : ( وآتيتم إحداهن قنطارا [ فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا ] ) [ النساء : 20 ] قال : فقال : اللهم غفرا ، كل الناس أفقه من عمر . ثم رجع فركب المنبر فقال : إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم ، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب .

أيها الشباب هذة ليست مشكلة الأب الذي يحدد مهراً يليق بابنته، بل مشكلة جيل.
نعم فالشاب إذا أراد أن يتزوج يلقي بشباكه على من هي تعلوه ثقافياً واجتماعياً ويريد أن يتزوجها وأن تتنازل عن حقوقها التي تليق بها وبمكانتها ،وشاب حين يأتيه المال بوفره يعدد الزيجات متناسياً الغير قادرون على إتمام زيجة واحدة ، ومشكلة فتاة تطمح إلى الزواج من رجل قادر وإن كان متزوجاً وذلك لتخفيف العبء عليها من مسئولية ،ولانها لم تتحمل الوقوف بجانب رجل شاب في بدء حياته ، فهذة مشكلة الجيل لا الاباء .

همستي
قال تعالى
وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ.
لاتقللوا من قيمة المرأة ولا تحددوا قيمة مهرها فهذا شان ولي أمرها وهذا حقها .

ولكنني أقترح حملة لتخفيف تكاليف الزواج وذلك بتخلى كلا الطرفين عما هو ثانوى و يمكن الاستغناء عنه ” كالنيش مثلاً والافراح الفاهرة”، وتلك الاشياء المكلفة وماهي الا مظاهر للتفاخر. ويشترط إذا تخلى طرف عن شيئاً ما ،فيتخلى الطرف الآخر بالمقابل حتى لايترك هذا الامر ضغينة في قلب احدهم
و لكن الشقة التي تناسب الزوجة والمهر والمؤن مسئولية الرجل ،وإن لم يستطع فليصم .

أختم كلماتي بقوله تعالى: “واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله” .

بقلم: أ- مروة مصطــفى
لا احلل نقل المقال دون امضاء