القسم المهني بين الروتين والتطبيق

0 379

القسم المهني بين الروتين والتطبيق

كثيراً ما نري الطبيب والمحامي والمهندس وغيرهم من أصحاب الوظائف والمهن التي تتعلق بسلامة الناس والحفاظ علي حقوقهم يرددون قسماً خاصاً بالمهنة التي هم علي وشك ممارستها. وغالباً ما يحتوي القسم علي وعد بالالتزام بشرف المهنة وخدمة الناس والعمل علي راحتهم وتحقيق مطالبهم بجد وضمير.

مواضيع اخري مميزة
1 od 2 |

ولكن إذا تطلعنا في أحوالنا نجد الطبيب المحامي الفاسد الذي يتحايل علي القانون لقنص الحقوق من بين يدي أصحابها ووضعها في يدمن لا يستحق، والمهندس المرتشي الذي قد يتسبب في وفاة العديد من الأسر وتهدم البنايات والمنشآت، والطبيب الجشع الذي لا يضع إلا المادة نصب عينيه وفي المقابل قد يترك المريض يعاني ويتعذب وقد يموت من أجل حفنة من المال، فأين ذهبت الأقسام التي أقسمها هؤلاء وتعهدوا بتنفيذها أمام الله أولاً قبل أي أحد؟!

القسم المهني بين الروتين والتطبيق
القسم المهني بين الروتين والتطبيق

 

الجواب بسيط جداً وقد تلمسه بالعين المجردة وبغير حدس. إن نظرت في وجوه المقسمين لوجدت أن القسم تحول لديهم إلي روتين يُؤدي من أجل الحصول علي العضوية المهنية والتصريح بمزاولة المهنة لا أكثر. لوكن لا يستشعر أحد من الفاسدين قيمة ذلك القسم وأهمية ومدي أثره البالغ علي المجتمع والناس حال الالتزام أو الإخلال به أو ببعض أجزائه.

ومن الطريف أن نذكر في هذا المقام أن أقدم قسم مهني هو قسم أبقراط في الطب، وهو يحتوي علي الكثير من القيم التي تتعلق بالحفاظ علي أرواح الناس.

القسم المهني بين الروتين والتطبيق

لماذا تغفل جميع المراحل التعليمية وخاصة المهنية وكذلك مراحل التعليم الجامعي عن أهمية توعية المهنيين والخريجين بقيمة العمل الذي هم علي وشك البدء فيه؟! وكذلك تدريبهم علي تطبيق هذا القسم بحب وشغف وليس بطريقة روتينية. فالأمر لا يتعلق فقط بالوعد الذي يقطعه هؤلاء علي أنفسهم أمام الله وأمام أنفسهم وأمام المجتمع الذي هم جزء لا يتجزأ منه.

بالتأكيد، إن كان القلب والعقل واعيان بما يتلفظ به اللسان وينطق، فإن الضمير يظل حتماً متيقظاً يراقب أفعال الفرد ويؤنبه تأنيباً شديداً إن أخل بما ينبغي عليه فعله أو حاد عن طريق الجادة.

القسم المهني بين الروتين والتطبيق
القسم المهني بين الروتين والتطبيق

وعليك أن تدرك إن كنت طبيباً مثلاً أنك تتعامل مع المهندس والمحامي والمدرس وغيرهم، فإن أخللت بعملك أو شرف مهنتك مع مرضاك فإن الآخرين سيخلون بشرف مهنتهم أثناء التعامل معك ولا محالة، فكما تدين تدان.

Facebook Comments Box
اترك تعليق