في العام 2006 أصدر الكاتب الإسباني “خافيير فرنانديز باناديرو” أولي أجزاء كتابه الرائع “العلم للجميع”. كان يهدف “باناديرو” (أستاذ العلوم) إلي إيصال العلوم الطبيعية والتكنولوجية إلي أكبر عدد ممكن من القراء المهتمين بالعلوم خاصة الفئات العمرية التي تتجاوز التاسعة عن طريق تبسيط المفاهيم والنظريات العلمية إلي أقصي درجة ممكنة.
أفرد “باناديرو” قسماً كبيراً من كتابه للحديث عن الظواهر الطبيعية مثل الزلالزل والبراكين، كيف تحدث ومم تتكون؟ وعن الأمطار وكيف تسقط؟ وعن الرعد والبرق والصواعق وكيفية الوقاية من أضرارها.
أما عن الصواعق، فهي تنشأ نتيجة التفريغ الكهربائي الكبير داخل السحابة نفسها أو بين سحابة وسحابة أخري أو بين سحابة ذات شحنات سالبة وبين الشحنات الموجبة علي سطح الأرض. ولتلك الصواعق قدرة تدميرية هائلة بالنسبة للمنشآت والأبراج والغابات والأفراد.
ولتجنب الأضرار الناتجة عن تلك الصاعقة قام العالم والسياسي الأمريكي بنيامين فرانكلين في منتصف القرن الثامن عشر باختراع ما يسمي بمانعة الصواعق. وهي عبارة عن عصا معدنية متصلة بالأرض لها طرفين مدببان الأول يُثبتها على الأرض والآخر لجمع الشحنات وجذبها. تعمل مانعة الصواعق على امتصاص التيار الكهربائي الهائل الناتج من الصواعق وتسريبه في الأرض عبر مجموعة من الموصلات الآمنة أو الاستفادة منها في شحن البطاريات. كما تعمل مانعة الصواعق علي حماية الأجهزة والمعدات الكهربائية المركبة بالخطوط الهوائية من زيادة الجهد الناتج من العوامل الجوية.
وبالرغم من بساطة الفكرة وسهولة تطبيقها إلا أنها فعالة جداً في التصدي للصواعق والحماية من أضرارها. تماماً مثل الإنسان يستطيع بأفكار بسيطة وسهلة أن يتصدي للصواعق التي تواجهه في الحياة مهما كانت قوتها ومهما كانت آثارها السلبية بالنسبة له لأن كل منا يمتلك الكثير من القدرات والمواهب والنعم التي منحه الله إياها كي يصنع بها المعجزات. فقط علينا أن نحرر مانع الصواعق الذي بداخلنا كي نتمكن من السيطرة علي مسار حياتك ولا نترك لأي معضلة مهما كانت أن تؤثر فينا أو تجعلنا ننحرف عن الجادة.