همسة من القلب للقلب
ألم الفراق والفقد..
(حرقة الإشتياق)
الحياة مليئة بالأحزان والسعادة ولم نعلم أيٌ منها سنعيش ، فمنّا له قسط كافي من الأحزان يغلب على طابع حياته فينكره ويتحداه أويسقط مستسلماً لأحزانه وهناك من تستقر حياته بين الحزن والفرح.
فلكل منَّا أحزانه الكامنة بداخله ولا يُطلع عليها أحد ، لتمر الأيام وتستمر الحياة.
ولكن ماأقسى ألم الفقد والفراق يُشعرنا بالتيهه والحزن وحرقة الإشتياق كالجمر يستنفز المشاعر ويحرق القلوب .
فالفراق من أقسى المشاعر التي تواجهنا ألماً ، كفراق الحبيب ، الصديق ، الأهل ،والأقارب.
الفراق جرح تعجز الحروف عن وصفه، حين نحتاج إلى من فارقناهم نهمس في داخلنا إشتقنا لهم ، نُخفي لهفتنا ، فما أصعب أن تنتهي حياتنا بلا رجوع مع أحدهم ، وما أثقل على أنفسنا من إلقاء مفاتيح قلوبنا في سراديب النسيان حين تطاردنا الذكريات ، بالرغم من الرحيل تبقى بعقولنا وقلوبنا أشياء لم ترحل ، ولم يقتلنا الغياب فيريحنا بل تتمرد قلوبنا بالحنين إليهم ويموت بداخلنا مالم يكن في الحسبان .
في الفراق تُنهَش قلوبنا بالحرمان من مَن كانوا مصدر سعادتنا ونفتقد أشياء كانت تملأ الفراغ المحيط بنا .
في الفراق تُصاب أحاسيسنا بالخلل والكسرة، فيصبح كل ماحولنا باهتاً.
قيل لعلي بن أبي طالب(رضي الله عنه):
أهناك أشد من الموت؟!!
قال نعم : فراق الأحبة أشد من الموت.!
الفراق يعلمنا الصمت ويشعرنا بمعاني الوحدة وسط صخب الحياة وضجيج الناس!. وتمر الأيام والقلب تسوده الفوضى والإضطراب.
ويالقساوة الحنين 
حين يصرخ منادياً للغائبين والراحلين إلى عالم آخر فرق بيننا الموت فرحلت أجسادهم وبقت ذكراهم تنهش في قلوبنا بنار فرقاهم 
لانملك سوى الصبر والدعاء لهم.
يقول ميشيل دي مونتين
لا شئ يُرسخ الأشياء في الذاكرة كالرغبة في نسيانها
إن بعض الفراق سهل أن تداويه الأيام ولكن بعضه جرح غائر في القلوب ملئ بالضجيج تخفيه العيون وتنستر آلامه خلف الابتسامات .
ويكون أحيانا ً الفراق فرصة لمراجعة حساباتنا وتقدير عواطفنا ومدى إحتياجنا للآخر ومدى حبه وعواطفه الكامنة لنا .
ولكن هناك فراق به ارتياح ( قرار) كالانفصال عن مالم ُيقدر مشاعرنا ولايبادلنا ذات الحب الكامن في قلوبنا ، وتلك الراحة ُتمثل لنا فرصة لبداية حياة جديدة لا يشوبها الإذلال لمن لايستحق بل خسارة الآخرين خيرٌ من خسارة أنفسنا،فقلوبنا تستحق أن نحافظ عليها من غدر أحدهم .
همستي
ليس كل فراق يستحق أن نتألم من أجله ولكن ( فراق من لايستحق قلوبنا ) يجب أن نَعُده تجربة أليمة نتعلم منها كيف نبدأ حياتنا من جديد ، وكيف نختار من يحافظ علينا من الذل والهوان ، وعلى قلوبنا من التعاسة والحرمان.!
إنتهت همستي
لاأحلل نقل المقال دون امضائي
بقلم أ- مروه مصطفى
