ذكريات الماضي التي تراودنا منها الحزين ومنها ما يسعدنا ، ولكن الغالب منا ذكرياته أليمة فهم عانوا في طفولتهم من قسوة الحياة والظروف التي وضعتهم تحت رحمة آباء لايمتون للأبوة بصلة ولا أبالغ إن قلت أنهم لا يُصنفون من البشر أُنتِزعَت الرحمة من قلوبهم تجاه براءة تلك الأطفال ، وليسو أي أطفال بل فلذات أكبادهم .
لقد عانوا هؤلاء الاطفال من آبائهم تحت مسمى الأبوة (الزائف ) الذي يتصل بكل ما هو مباح من الضرب والسب والإهانات كأنهم صك إمتلاك ( عبودية ) لهم. أولئك تراودهم ذكريات طفولة حُرِمت من الأمومة والأبوة في حياتهم كسرتهم أحاسيس اليتم والحرمان التي إعترت أجسادهم فأحوجهم لأناس قسوا عليهم وأذاقوهم من كئوس الحرمان.
ذكريات لاتُنسى من عقولهم وللاسف مع أول مواجهة مع الحياة ينهار كل حصن منيع بنوه تجاه تلك الذكريات . لايجدوا حلولاً لهذه الآلام سوى البكاء الذي لايجدي .
وددت أن أذكرهم بقول د: إبراهيم الفقي ليس الماضي إلا كنزاً من المهارات والخبرات والتجارب بدونها يتخبط الإنسان في الظلام فالماضي إن لم نحسن إستثماره أصبح حاجباً عن رؤية المستقبل ومانعاً لتحقيق أهدافنا . أرى أن هناك خطوات تساعد كل متقوقع في تلك الذكريات أن يتغلب عليها.
وأولى تلك الخطوات أنه لابد من طي صفحة الذكريات والتخلص من حزن على ماضي قد فات فالمستقبل نحن من نصنعه بقدرتنا علي تخطي عقبات الحياة وتحديها لتحقيق الأهداف والتقدم للأمام . ولكن يجب أن نعلم جيداً أن التغيير يأتي منّا أولا. فقال تعالى : (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
أما ثاني الخطوات ً: يجب تحديد الأهداف التي تساعد على التقدم وتطور الذات . ثالثاً: إخراج الأشخاص الذين يمدو حياتنا بالسلبية والاحباط والنزول من سلم الصعود للأعلى .
أما رابعاً: يجب مواجهة وتحدي أي مخاوف بالعزيمة وقوة الإرادة لأنه سيأتي وقت تضعف فيه همتك و عزيمتك . ومن أهم الخطوات ملء أوقات الفراغ وإشغال النفس بالطاعات وبما هو مفيد حتي لاتدع لنفسك فرصه التفكير ف الأمور الحزينة فإن لم نشغل النفس بالطاعة شغلتنا بالعصية .
وأخيراً وليس آخراً أود أن أقول أن الماضي إن لم تُغلَق صفحاته سنبقى عالقين في متاهة صفحاته ويضيع العمر بين ثنايا الورق الباهت الذي يطمس بهجة الحياة لذا أغلق كتاب الذكريات الحزينة وأفتح صفحه جديده من كتاب المستقبل الذي ستكتبه انت بيديك .
بقلم أ- زينب نجيب