همسة من القلب للقلب
الحب ..الراقي ( الحب الحلال)
إنّ الحبّ وارد في القرآن والسنة؛ فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (والَذين آمنوا أشدُ حباً لله)، وعن أبي هُريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قال: (سبعةٌ يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله، إمامٌ عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجلٌ تصدّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) [متفق عليه].
وهذا إن دلّ على شيء فيدلّ على مشروعيّة الحب كحب الإنسان لله وهو أرقى أنواع الحب الحلال؛ فحبّ الإنسان لربه يكون بالإيمان به واتباع أحكامه وإجتناب نواهيه والمداومة على ذكره وشكره على نعمه؛ و بهذا يكون الإنسان قد مارس صورة من صور الحب الحلال التي شرعها الله وهناك صور أخرى مشروعة كحب الأزواج الذي سأتحدث عنه في همستي لأهميته في بناء علاقة تبني مجتمع بأسره.
فالعلاقة الزوجية هي سنة الله في الأرض .. علاقة بين شريكين رجل وإمرأة ليتشاركا حياتهما معاً ويربطهما رباط مقدس ويزيد هذا الارتباط قوة وتماسك ، ويزيد أيضاً من الواجبات التى تقع على عاتقهما وجود أطفال تربطهما .
تدوم العلاقة الزوجية بتعزيز العلاقة الودية بين الزوجين وذلك بزيادة الحب والاهتمام .
حيث يعتمد الزواج الناجح على أسس وقواعد ولاتخلو أي علاقة زوجية ناجحة منها ،كالوفاء والإخلاص والتفاهم والتقدير من كلا الزوجين لبعضهما البعض .
ويجب على الزوجين تحمل أعباء الحياة وتجاوز المشكلات التي تقع بينهما وتعزيز العلاقة واعتماد الاحترام والتواصل الفعال بينهما حتى تدوم السعادة بينهم .
الحب والرحمة من أكثر مسببات السعادة الزوجية لذا يجب تشبث الزوجين بهما .
قال تعالى:
“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون”
فالحب والود بين الزوجين ُيضفي على حياتهم الزوجية السعادة وتحقيق التقارب بينهما ؛مما يجعل الحياة الزوجية أقرب للمثالية وذلك يكتمل بالاهتمام بعدة جوانب نفسية ومادية .
ولكن أهم الأسس هو الحب الذي لايُعد مهارة ولكنه ميل مُبهم إتجاه إنسان يـُحقق السعادة بالقرب منه .
ولأهمية الحب في العلاقة الزوجية إتفق الأخصائين في العلاقات الزوجية على عدة نصائح تساعد الزوجين على زيادة الحب بينهم وإستمراريته ومن تلك النصائح:
تبادل الهدايا بين الزوجين يُحقق السعادة وتدل على الاهتمام ..
إهتمام الزوجين على بقاء الانسجام والألفة وعدم إهمال أحدهما للآخر حتى لايحدث فجوة كبيرة بينهم
يجب على الزوجين الإهتمام بالتعبير عن مشاعرهم وعدم الإنشغال بالأمور الحياتية وعدم إعتمادهم على الافعال فهي لاتغني عن الكلمات الرقيقه التي تمس القلوب خاصةً عند الكثير من النساء.
يعد الصدق من الأسس المهمة التي تساعد على دوام العلاقة الزوجية فهو وسيلة صحية لتجنب الكثير من المشكلات الزوجية.
على الزوجين مراعاة مشاعر بعضهما وتقدير الاهل والأقارب لكل منهما .
محافظة الزوجين على حدود الإحترام بينهم .
على الزوج أن يُخلص لزوجته والعكس فالإخلاص يزيد الحب بينهما .
على الزوجين تخصيص وقت للحديث سوياً ومشاركة بعض الهوايات وتناول العشاء مثلاً وذلك لانعاش العلاقة ونثر الحب في أرجاء المنزل .
على الزوجين تعزيز أجواء المرح وتجربة كل جديد وذلك لكسر الروتين .
على الزوجين البحث عن الحب والسعي لإذكاء العشق بينهما
وذلك لتعزيز العلاقة الودية بينهم .
التقليل من استعمال التكنولوجيا وخاصة الهاتف لانه يخلق مسافة بين الزوجين فيجب عليهما تحديد موعد لغلق الهواتف والتلفاز والتحدث سوياً وذلك للتواصل بينهماوإنعاش الحب .
على من يُخطئ أن يعتذر ولايكابر فتقديم الاعتذار يرفع من قدر المخطئ ومكانته لدي الطرف الآخر .
تجنب الزوجين أسلوب العناد ،خاصة المرتبط بالجدال القائم على إقناع الطرف الآخر برأيه حتى لو كان خطأ ً فذلك يؤدي إلى النفور بين الزوجين.
ألا ينسى الزوجين تقدير ومدح كل منهما للآخر والامتنان له لجهوده و دوره في العلاقة .
يجب التوقف عن الغيرة الزائدة فهي تعبر عن قلة الثقة بالنفس وتودي بالعلاقة الزوجية إلى الفشل
ويجب عدم إفشاء الخلافات الزوجية بين الاهل والاصدقاء ومحاولة التحاور والنقاش بخصوصها مما يزيد التواصل الفعال بينهما .
همستي
أعطى من تحب مساحته من الحرية الشخصية فالإهتمام مطلوب ولكن …..دون إلتصاق .
بقلم:✍ أ- مروة مصطفى
لا أحلل نقل المقال دون امضاء
[…] الضحية بدلاً من تطوير حياتها وفهم نمط زوجها لتسير دفة الحياة الزوجية لبر […]