اغتنم من حولك.. كيف؟!
في كل يوم نتواصل أو نلتق بالعديد من الشخصيات المتنوعة، منها ما يمر مروراً عابراً ومنها من يلازمنا لأوقات ممتدة في العمل أو الدراسة أو المسكن.
اجتهد علماء النفس في تصنيف ما يمكن من تلك الشخصيات من خلال العديد من النظريات والاختبارات والتجارب ومن أشهر تلك النظريات نظرية الأنماط ونظرية السمات.
أدوات تحليل الشخصية
بالإضافة إلى قيام هؤلاء العلماء بتحليل تلك الشخصيات والحصول على وصف كامل لها من خلال إيجاد أدوات صادقة وثابتة للقياس. تلك الأدوات قد تكون اختبارات نفسية (سيكومترية) أو قد تكون أدوات قياس إسقاطية، أو أدوات مقياس تحليل الشخصية، وقائمة الجرد المتعددة الأدوار أو ما يسمي بقائمة مينيسوتا.
تعريف الشخصية
أما عن تعريف الشخصية فهي جملة الصفات والسمات المميزة لشخص بعينه والتي تغلب على طبعه وشخصيته، مثلًا قد يكون الشخص مهذباً هادئ الطبع أو مجتهداً في عمله ولكن يغلب عليه البخل، ولذا عندما نصنف شخصيته نقول بأنه بخيل: أي يغلب عليه طابع البخل.
العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية
أول وأهم تلك العوامل التي تؤثر في تكوين كل شخصية من الشخصيات التي تنجبها لنا الحياة هي الوراثة، أو جملة العوامل الجينية التي تنتقل من الأب والأم والأجداد لأبنائهما بعد ذلك. تلك العوامل في الغالب تؤثر على الجانب الجسمي من الشخصية، مثلاً الأب الطويل في الغالب سينجب ابناً طويلاً.
وبالطبع هذا العامل الوراثي الجيني لا يقف عند حدود كونه جسمانياً ولكن يلقي بظلاله على الجوانب الأخرى للشخصية مثل الجوانب الانفعالية والإجتماعية والروحانية الدينية والجانب العقلي، فمثلاً لو أنجب الرجل القصير ابناً قصير القامة مثله، فقصر القامة في الغالب سيلقي بظلاله على انفعالاته فيجعله ضعيف الثقة بالنفس.
وقد يلقي قصر القامة على الجانب الإجتماعي في الشخصية فيجعل من ذلك الطفل إنساناً منطوياً عن زملائه طوال القامة.
وهناك أيضًا إلى جانب العوامل الوراثية العوامل البيئية وهي التي قد تطغي علي الصفات الوراثية الضعيفة لتجعل منها أقوى مما نتخيل.
أهمية التعرف علي نوعية الشخصيات المحيطة
بالتأكيد تعد مسألة التعرف علي نوعية الشخصيات التي نتعامل معها وخاصة تلك التي تلازمنا لفترات طويلة وممتدة يساعد كثيراً في إنجاز أعمالنا علي نحو أفضل وتوفير الوقت والجهد والتمتع بحياة أفضل وأكثر استقراراً وأقل اضطراباً.
كما أن هناك الكثير من التأثيرات المتبادلة التي تنشأ بيننا وبين أي شخص نحتك به ولو بصورة سطحية. فقد نلتق بشخصٍ يبعث فينا الأمل أو يقتله بداخلنا، وقد يغير وجهة حياتنا بأكملها أو يجعلنا نستمر فيما نحن عليه من حال، قد ينير لنا طريقاً كان مظلماً أو يفتح لنا باباً حسبناه مغلقاً أو قد يستخدمنا هذا الشخص لقضاء مصلحته الخاصة مما قد يؤثر علي حالتنا النفسية بصورة مباشرة: نفرح أو نحزن أو نحبط أو نُستنفر.. إلخ.
كل تلك التأثيرات تولد بداخلنا طاقات إيجابية أو سلبية علي حسب نوع التأثير، ولكي يستفيد كلٌ منا من تلك الطاقة التي قد تلحق بنا الضرر أو تحقق لنا الفائدة يجب أن تحدد أولاً أي شخصية أنت، فأنت من بيده التحكم فيما ينفذ إلي داخل قلبك من طاقات خارجية.
لكن أياً كان فاعلم أن الأمر كله خير: إن كان السلبيون يحيطون بك، فالأمر سيعود عليك بالخير إن استطعت أن تستنفر بهؤلاء الجوانب الإبداعية التي بداخلك وتحفز نقاط القوة التي قد توصلك إلي مرتبة تعلو بها فوق كل حاقد أو حاسد، وإلا فما عدا ذلك فهو خير بلا شك.