همسه من القلب للقلب
بعض البلاء تطهير ومحبة من الله ، فالله إن أحبّ عبداً إبتلاه ، وكل بلاء ماهو إلا في قدرة المبتلى ، قال تعالى” لايكلف الله نفساً إلا وسعها ” .
الطلاق من الابتلاءات التي قد تصيب الإنسان ، ناهينا عن الجراح التي يتركها في النفوس ، فالطلاق تجربة أليمة حتى لو كان بإختيار الطرفين ، فما أصعب أن تترك حياة قد تعودت عليها وعلى التعايش معها.
فالطلاق مرحلة معقدة تشتمل على:
أحاسيس سلبية وأحيانا تُشعر الطرف الآخر (الرافض لفكرة الطلاق) بالدونية وإحساس بالنقص ، وشعور بالوحدة قد يُفضي به الأمر إلى الإكتئاب. فقد يستغرق الأمر فترة طويلة وقد يستغرق فترة قصيره على حسب مدي رفض الطرف للفكرة أو تقبلها .
الطلاق أبغض الحلال لانه يشتت العلاقات ولاسيما الابناء يشعرون بالتشتت والتدمير النفسي ،ويقع الطلاق كالصاعقة على الطرفين خاصة الزوجة وبالاحرى التى ترفض تلك الفكرة او لم تكن تتخيل الوصول الي تلك المرحلة ، وتزداد تلك التجربة قساوة على المراة التائه قلبها في شباك حب ذلك الرجل .
أردت أن أتحدث عن صعوبة هذة المرحلة وعن كيفية التخطي لها .فهذة التجربة تترك ندوب في القلب وتدميه حزنا ً، خاص إن كان محباً للاخر . ولكني أود أن أوجه خطابي للمطلقة حديثاً خاصة المحبة ولم تكن تتخيل تلك اللحظة ولكن لظروف ما تم الطلاق كأنسب الحلول.
كم أعلم أنها من أقسى اللحظات وقعاً عليكي، وأنكي تُعاني من الالم، ناهيكِ عن خوفك من كلام الناس وتعليقاتهم التي تتأرجح ما بين المواساة أو اللوم أنكِ لم تصبري على وضع زواجك السئ ، ونظرة المجتمع للمطلقة تسبب الكثير من الالم النفسي لها ،فالمجتمع دائماً ينظر للمطلقة بأنها غير مكتملة وتبحث دائماً عن رجل ، مما جعلها عنصر مقلق في أي تجمع أسري ،ولكن لاتعطي لهم بالاً هذا قدرك فثقِ بنفسك وحسب ، وعليكي أن تدركي أن هناك نفوس مريضة كثيرا ًماستواجهينها وأحكام قاسية وضعها المجتمع ،
ولكن إعلمي أن لديكِ القدرة على تخطي ذلك باختيار رد فعلك على كلام الناس من حولك فذروة نضج العقل الانساني أن تتحاشي الجدال طالما إخترتِ طريقا صحيحاً ولا تنعزلي عن المجتمع بل واجهيه بكل سلبياته.
صحيح كل إمرأة تختلف عن الاخرى في قدرتها على تحمل تلك التجربة ،ولكن لتخطي تلك التجربة يجب أن تعلمي مراحلها التي إتفق عليها علماء النفس وهيً أنكِ في أول مرحلة ستشعرين بالحزن والصدمة وذلك بسبب تغير حالتك وتغير تفاصيل.
حياتك بجميع تفاصيلها، ثم مرحلة الإنكار التي تحاولين بها أن تبرر ي أسباب الطلاق وتنكري فيها أنكِ كنتي تستطيعين فعل أي شئ ،ثم مرحلة الغضب من الجميع وخصوصاً هو وتلقي باللوم عليه أنه السبب ، ثم تتسائلين ماذا لوكنت تنازلت وتراودك الكثير من الاسئلة ، عليكي أن تبتعدي عن تلك الافكار السلبية ، وأن تتيقني أنكِ لاتحتاجين سوى الإرادة والوقت لتخطي تلك المرحلة .
قد إتفق علماء النفس على خطوات يجب اتخاذها لتخطي تلك المرحلة المؤلمة ومنها الآتي:-
الإصرار على البدء من جديد.
الرجوع الى الصداقات الحقيقية.
الانخراط في المجتمع.
ممارسة الرياضة.
التخلص من جو الكراهية والمشاعر السلبية.
قطع الاتصال بكل شيء يخص الحياة السابقة للبدء بحياة جديدة.
طرد السلبية من العقل والتفكير وعدم الخضوع للحزن وإهمال الذات.
التعامل مع الخسارة، وتحديد النواحي السلبية التي أدت الى فشل الحياه الزوجية.
ملئ وقت الفراغ وعدم التفكير بموضوع الطلاق نهائيا.
العودة لشيء تم إهماله بسبب الزواج.
الثقة بأن الطلاق لا ينهي حياتنا، فربما يكون بداية حياة جديدة مليئة بالسعادة.
همستي
عبري عن حزنك ولا تظهري القوة في لحظة الضعف وتكتمي مشاعرك وتخلصي من الطاقه السلبية التي تكمن بداخلك ولكن لاتتركي نفسك للتباكي والحزن فلافائدة من البكاء على اللبن المسكوب، فالتخلص من قيود علاقة محطمة وغير مكتملة في حد ذاته مكسب .
وإن كان لديكِ أطفال ، فإعلمي أنهم مكسب لكي ، ربما يعوضك عن الكثير ، ولكن إحذري أن تضعيهم في وضع سلاح لمحاربة أبيهم ، بل إجعلي هدفك الحقيقي هو أن تجعليهم يفتخرون بكِ.
واعلمي أن الورد يصفعه المطر وبدلا من أن ينكسر يفوح عطراً
كوني تلك القوية
التي تنهض بعد كل جرح ، ولا تنكسر ولا تنحني الا لله .
إمضاء:أ- مروة مصطفى
لااحلل نقل المقال دون امضاءِ
[…] بعدم الطلاق في هذة الحالة بل بمحاولة التسامح وسد الذرائع التي أدت […]