همسه من القلب للقلب
أحياناً تقع الزوجة في براثن الحزن العميق فتشعر بحرارة دمعتها في قلبها ،وكأن الحياة تتهاوى بها من الداخل ،تهمس بوجعها ولكن ما من قلب يسترِّق لها .
عيونها تُحاكي زوجها من كلماتِه القاسية ونقده اللاذع وتغافله عن مشاعرها وصرخاتها المكتومة، وإن وعدها ألف مرة أن يُحسن تعاملها يُرمي بوعوده إلى الهاوية.
يالها من حياةٍ زوجية قاسية، مُحطَّمة الأسوار ،خالية من الدفء والأمان، تعتريها الآلام ، وتدوي بأجوائها صرخات زوجة تُعاني من زوجٍ يتناسى رقتها وقلبها الحنون ويُلقي عليها دائماً نقداً يُحطمها ،يسخر منها(وإن كان ظُلماً)، ويقلل من شأنها ،لايُعجبه شيء ويرى لكل فعل منها نواقصه.
زوج غاضب (ذو تفكير سلبي) ،ساخط دائماًعلى رغم تلك النعم التى حباه الله إياها ، فهو يرى نفسه ضحية وأن حياته ليست كما يتمنى بل يستحق الأفضل، وفي الغالب يشعر بالدونية والقنوط فيُسقط مشاعره على من حوله.
هناك من يمارس الإنتقاد والسخرية نتيجة قسوة من الآباء وسلوكيات غير سوية قد تعرض لها وهذا يعد نقص ذكاء وجداني عاطفي وإجتماعي.
وهناك أسباب أخرى تجعل الزوج ينتقد الزوجة نقداً لاذعاً كالغيرة منها أو لإنها تُمثل تهديداً له ؛لعلو مكانتها ،وأحياناً لعدم ثقته بنفسه ، أو أنانيته التى تجعله لايرى سوى نفسه ورغباته .
وفي الأغلب يكون قد تربى بين أبوين لايحترمان خصوصية ومكانة المرأة.
فأسباب هذا السلوك عديدة تختلف من شخص لآخر وبالطبع أيا كانت الأسباب فعواقبها وخيمة …
فالقسوة تحطم شخصية الزوجة وقلبها 
ولايقل أثرها عن العنف البدني ، وتبني جدران تُعيق التواصل بين الأزواج ، فيتأثر الأبناء ، وتبدأ الإضطرابات السلوكية تتسرب رويداً إلى نفوسهم .
فقد أثبتت الدراسات النفسية أن كثرة إنتقاد الزوج لزوجته له تأثيره السلبي على حالتها المزاجية مايجعلها عرضة للإضطرابات النفسية مثل الإكتئاب ممايودي بالحياة الزوجية وتسير إلى الهاوية ،فكثيراً ما يتسبب في إنفصال الزوجين وتشتت الأسرة والأبناء.
بمقدور الكلمة أن تحيي وتميت قلباً ،فيا ليت الناقد يُدرك مقدار الألم الذي يسببه في نفوس الآخرين..
ولاأُنكر أن هناك بعض الزوجات تعتمد ذلك السلوك أيضاً .
ولكني أردت هنا أن أنوه عن تلك الزوجة ضحية زوج تعامله ساحر مع الناس ولكن مكفهر الوجه معها ،لايراها سوى مكب نفايات لنظرته السلبية
،وسلوكه السئ .
متناسياً قول النبي صلى الله عليه وسلم : (رفقاً بالقوارير)
وقوله:(الكلمة الطيبة صدقه).
وقوله تعالى عز وجل آمراً الأزواج :
(وعاشروهن بالمعروف )
والكثير من الآيات والأحاديث تَحُث الأزواج على المعاملة الحسنة للزوجة ؛لما لهم من قوامة وقدرة على التعقل في إتخاذ الأمور (لكن للأسف القليل منهم من يتخذ القرآن والسنة منهجاً في العلاقة الزوجية).
المرأة أحياناً تكون هي المسببة لإنتقاد الزوج لها نتيجة تصرفات خاطئة ومنها إهمالها لمظهرها وجسمها وواجبتها المنزلية والزوجية.
وعدم ثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها وضعف شخصيتها من أكثر مسببات نقد الزوج شيوعاً بل ونقد الآخرين أيضاً .
عزيزتي الزوجة
عليكي مواجهة الإنتقاد الموجه اليكي بطريقة جيدة فلابد من ضبط
النفس والانفعالات حتى لايتسبب
الإنتقاد في تدمير العلاقة.
عليكي ألا تأخذي كل كلام الزوج بجدية وخصوصاً لو نتيجة إفتراضات خاطئة وتجاهلي الرد بقسوة وبكل هدوء
إثبتي بالأدلة أنه على خطأ.
إن نَقَدك الزوج أمام الآخرين فلابد من السيطرة على النفس ومقاطعة الحديث بلطف أن عليه إكمال الحديث فيما بعد على إنفراد .
حاولي أن تتعاملي مع الأمر بذكاء لذا يجب أن تراجعي نفسك أولاً إن كان له الحق في نقده و هل تتصرفين بالفعل كما يقول أم لا ؟!!!.
لذا إستمعي للنقد دون حساسية خاصةً إن كان غير مهين لكرامتك وتعاملي مع الأمر بصبر وهدوء.
إن كان زوجك كثيراً مايوجه لكي اللوم والنقد فعليكي عزيزتي أن تخبريه بطريقة لطيفة أن كلامه يجرح مشاعرك وأن ينصحك بلطف ، ولكن إن إعتمد هذا الأسلوب طريقته في الحوار فأرفضي بحزم وثبات دون إنفعال وأخبريه أن هذا الأسلوب يُزعجك كثيراً و لن تقبليه وأن هذا الأمرسيودي بالحياة الزوجية إلى الهاوية .
همستي
شخصيتك المصقولة وسماتها المميزة تجعل منكِ أنثى واثقة من نفسها لها طابع خاص .
فلاتتماهي مع شخصيته حتى لايزهدك ويقلل من شأنك بل إجعلي لكِ هويتك الخاصة ، ولاتقللي من شأنك بتقبلك لنقد مهين .
وإبحثى عن السعادة بداخلك وأنثري الحب في ارجاء البيت .
فالبيت دون حب أهله غرباء يعانون من قسوة الجفاء وتقتلهم الوحدة على رغم تواجدهم سوياً.
بقلم ،
أ- مروة مصطفى
لاأحلل نقل المقال دون امضائ
