النهايات المفتوحة

النهايات المفتوحة
0 651

البداية والنهاية

النهايات المفتوحة

لا وجود لها علي أرض الواقع، دائماً ما تكون هناك نهاية لكل شئ حتي تلك الحياة التي نحياها لابد لها من يوم تنتهي فيه لتبدأ حياة أخري.

أما الكتاب فقد علمنا أنه لابد أن تكون هناك مقدمة وخاتمة وبينهما من الأحداث ما الله به عليم. وقد تتبع بعض الأعمال الروائية تقنية النهايات أو الخواتيم المفتوحة، فلا يضع الكاتب مشهده الختامي في نهاية القصة مثلما يجذبك بالتقديم إلي أجواء أحداثها، كما أن البعض الأخر أو الأغلب علي أدق تقدير يختم القصة مثلما يبدأها. فإما أن تكون للرواية نهاية واحدة يفرضها الروائي أو الكاتب علينا، وإما أن تكون هناك نهايات متعددة حسب كل قارئ.

هناك من يفضل أن يفتح له الكاتب النهاية فيحث مخيلته الإبداعية ويستفذ فضوله فيفتح لهما الآفاق بغير حد أو قيد، وهناك من لا يفضل ذلك مطلقاً فيؤثر غلق الملفات المفتوحة من قبل الغير علي أن يجهد عقله بالتفكير، فضلاً عن نظرته الرافضة لمثل هذه الخواتيم.

مواضيع اخري مميزة
1 od 2 |

والهدف من تلك النهايات التي سنطلق عليها مجازاً “نهايات مفتوحة” أن يشارك كل قارئ في تخيل الأحداث وتطورها، كلٌ كما يشتهى ويرغب وبحسب عقيدته وفكره. هذا النوع يجعلك تفكر وتعمل عقلك وقلبك فيها. إذن النهايات المفتوحة دعوة للتأمل والتفكر والمشاركة.

لو تأملنا في الحياة سنجد أن بداخل كل إنسان منا رواية لم تكتمل بصورة اسمية فقط، ولكن إذا تدبرنا  الأمر قليلاً واختلي كل واحد بسريرته، فسنعلم أن النهاية محفورة في بواطن عقولنا إلا أننا نفضل أن نبقيها ساكنة علي حالها بغير تدخل منا.

فكل مشهد نراه أو نمر به قد يحمل “نهاية مفتوحة” بالنسبة لنا لأننا لم نكمل متابعة أحداثه، ولكن بالتأكيد أكملها غيرنا وعرف نهايتها ومآلها تمام المعرفة.

قد تمر بمجموعة من الناس يتشاجرون أو بشحاذ يتسول، أو بمسن يجتاز الطريق في أناة وتعب. بالطبع لن تتوقف عند كل مشهد من تلك المشاهد لتري نهايته أو ما سيسفر عنه، كما أن هناك أيضاً من سيشهد علي بعض أو كل ما يخص تلك اللحظات العابرة. ولكن هذا لا يعني أن النهاية ستظل غير معلومة للجميع.

فإن كان الأمر هكذا فلا تهتم ولا تغتم أبداً، فكل معضلة تبدأ لابد لها من نهاية، إما في تلك الحياة أو الأخري.

Facebook Comments Box
اترك تعليق