رسائل عن الصداقة والأخوة……لمسات صديق

لمسات صديق
0 834

مُنذ خطوات الإنسان الأولى، هو يحتاج لمعين لكي يخطو أُولى أثر قدماهُ الصغيرتين على الأرض، فيكن أمه، وأبه هما أبطاله، وأصدقائه من الصغر لكن مع الوقت يَكبر، وفي اعتقاده ليس بحاجته لأحد.

وهذا ليس حقيقي، مما لا شك فيه أنه يظل صغيرًا في عين أبويه مع كبر عمرهُ، في هذه الاثناء يلتقي هذا الصغير الكثير من المؤثرات، والمدخلات التي تجعله في وحدة برغم الونس الذي يطوف حوله، كل مراحل عمره يكتسب صديق يصير أقرب من روحه ولا يكن للدنيا روحٍ بدونه؛ لأنه يضيف عمرًا فوق العمر الحقيقي مليئًا بالمحبة، والبصيرة لأمور الحياة، وكلًا منّا لديه مواقف جيدة مع صديق ما محفورة في القلب قبل الذاكرة، وكما قال الشافعي:

” سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفًا “

وكل مرحلة يمر يكن معه صديق يهون مُر الأيام يتقاسم الأحلام، والأهداف، وأصبح الحزن والفرح مكانهم قلوبًا كثيرة وليس قلبًا واحدًا، تصير كل الأوقات مزدهرة بأصوات الأحبة ؛ لذلك الرفقة تختلف من مرحلة عمرية لأخرى ،فتجد رفقة الصغر:

يتعرف الإنسان على رفقة من الصغر في عمر الروضة، ويتشارك معاهم الحديث عن أقصى أحلامه في هذا العمر؛ لأن كل أمانيه أن يمتلك عجلة، ويقودها بمفرده، أو يذهب للملاهي لكي يلعب، ويصرخ بأعلى صوته تعبيرًا عن شدة الفرح لهذه اللحظة الغالية.

فضل الاصدقاء
فضل الاصدقاء

هل تتوقف حدود الأحلام؟

مواضيع اخري مميزة
1 od 2 |

ومن هنُا لا تتوقف الأحلام بل تزيد، وتعلو؛ ويكبر أعوام هذا الصغير ويتعرف على أصدقاء جُدد، ويتشارك معاهم أهدافه الحياتية أكبر، وأماني أوسع تشمل خطواتهُ المستقبلية، مثل:

ماذا يفعل إذا لم ينل درجات عالية، ويلتحق بجامعة أحلامه؟
أين يذهب إذا لم يقتنع أحد إنه ذاكر، واجتهد لكن لم يلحقه التوفيق في هذا العام؟

والكثير من هذا الأسئلة التي تردد بداخله عند سن المراهقة لأنه يبني مدينة الأحلام الخاصة به ، ويحلم بلحظة التتوج في أعلى الأماكن، وينسى أن عليه أن تكن قدماه على الأرض، لأن هناك شيء اسمه واقع.

ما الحل لهذا الأحلام؟

الإجابة في الرفقة الصالحة، المعين على درب الإنسانية المتوحشة، الآن أصبح العالم مليء بالكثير من الأهداف الوهمية، يري شباب بعمرهُ وأقل في بلد بعيد، وأرض الأحلام، في شركة عالية، ويظل يُحلم بهذا اللحظة البعيدة، لكن الصحبة من بيئة نقية مليئة بأرض خصبة من الرضا واليقين تجعل الإنسان يسمو لأعلى المراتب الدنيوية، والأخرة.

الإنسان منا يحتاج لِكتف يزيح ما هو عليه من هموم، وثقل الأيام، ونضرب مثال قوي للمعين على المهام القوية، هي قصة سيدنا “موسى” عند مُخاطبة الفرعون طلب من الله عز وجل أن يرسل معه أخوه سيدنا “هارون”، هذه من أسمى القصص التي وردت في كتاب العزيز تشعرك بأهمية المعين، والصديق في الحياة.

الصديق يضيف لمسات للحياة لا تذهب هباءًا بل تزيد رونقًا للحياة، ممكن يظل صديقك الأبدي هم والديك، ممكن يكون شخصًا واحدًا فقط لكن به تحلو الحياة، بالصديق تضحك الحياة، وتشهد شروق الشمس بروح مختلف؛ لأن كان هناك صديق قال: لك أنك أجمل من يمتلك.

لذلك لا تشعر يا صديقي أنك بوحدة، بل اختار الصديق قبل الطريق ، واحمل متاعبك عليه، ولا تقلق لأن صديقك سَيزيل كل ما يعكر صفو أحلامك.

افتح هاتفك، وتّذكر كل لحظة عشتها معه، فتّش بين مُحادثك، والرسايل المفضلة كم مرة قال: لك أنه فخور بك، اغمض عينيك، وقل بصوت عالي يا الله!

الحمدلله على عطايك، ومنهم صديقي، الكثير من الكلمات لا توفي حقه، يكفي أن تكونوا معًا في جنة النعيم.

الآن عليك أن ترسل رسالة له، وتخبره كم أنت تحبه، واسرد له كم من المواقف الصعبة أصبحت أسهل بفضل وجوده الغالي.

بقلم الكاتبة : مريم محمود

Facebook Comments Box
اترك تعليق