همسه من القلب للقلب
زوجة …متغافلة …
“إلى أي مدى التغافل “
كثير من الزوجات يقعن في براثن الحب بل العشق والهيام لازواجهن ؛لدرجة تسمح لهن التسامح في أكبر خطيئة قد يرتكبها الرجل في حق أنوثتها، ألا وهي خيانتها وطعن كرامتها بسكينٍ بارد وحق دينه أيضاً فالخيانة محرمة في كل الكتب السماوية .
أتسائل هل هذا التسامح من الزوجة عشقاً أم زلاً وإهانه لكرامتها وعدم تقدير لذاتها!؟؟
أتعجب كثيراً من حال تلك الزوجات
ولكن بالتعمق في حالاتهن اكتشفت أن لكل حالة منهن رواية خاصه تسردها بطريقتها ويشتركن أثناء سردها في الدموع التى كادت أن تتطاير من كثرة الكتمان ،والغصة التى يشعرن بهاو تحطم قلوبهن من الالم .
ومع ذلك أتعجب من هذا الحب اللعين الذي جعلهن يفضلن الموت قرباً من أزواجهن بدلاً من الموت في فراقهم.!
ولكن هل سبب تقبلهن لهذة المعاناة هو الحب فقط أم هناك أسباب أخرى؟!!
اكتشفت أن الأسباب قد تعددت ولكن الألم واحد !
ومن أكثر الاسباب شيوعاً ضعف شخصية الزوجة وخوفها من المستقبل وعدم قدرتها على تخطي مرحلة البعد عن الزوج ،فهي تخشى المستقبل وتكاد يكون هو مصدر دخلها الوحيد ايضاً
فهذا الاحتياج قد تراه هي حباً،
ولكني مقتنعة تمام الاقتناع بأن الحب لا ُيعطَى لشخصٍ يتلذذ بتحطيمك و يستبيح قتلك على قيد الحياة ، هذا ليس حباً بل لا أراه سوى احتياج لهذا الشخص لسبب ما او ضعف شخصية وعدم تقدير للذات.
فإلى أي مدى هذا التغافل؟!
بالطبع لا أقصد بكلامي أن على كل زوجة يخونها زوجها بأن تترك المنزل وتدمر حياتها الزوجية.
ولكني أتعجب على بعض الزوجات اللاتي يقعن أزواجهن في بئر ماله نهايه من العلاقات المتعددة والمحرمة شرعياً ومدمرة لنفسية الزوجة ويخبرها بكل تبجح وازدراء لمشاعرها أنه لاقيمة لها وهي تستمر معه بل وتتجرع كأس العذاب خوفاً فقط من أن تتركه فيضيع الاولاد في تيهات دروب المستقبل وكأنهم غير ضائعين في طيات تلك الأخلاق المشوهة التي يمتلكها هذا الأب
الغير لائق أن يحظى بهذا الشرف.
فالأبوه مسئولية تحتاج لرجل لا لمراهق أناني لا يعرف سوى كيف يعيش حياة بلا قيود ولا فروض ولا أخلاق ولا دين .
هذا الاب يجب تركه وعلى الام أن تنقذ أطفالها من هذا الجو الملئ بالعهر والفسق والفجور .
وتربيهم في بيئة صحية يملأها هواءً نقياً تتنفس معهم نسمات عطرة تجعلهم ذرية تعلم حقوقها وواجباتها نحو الدين والمجتمع ولا تتركهم يتربوا في بيت يخلو منه القدوة الصالحة .
وعلى الام أن تترك مشاعرها جانباً وتنقذ أطفالها من وباء ذلك الرجل الذي أستحى حقاً أن أطلق عليه” أباً”.
فالاب الحق هو من خاف على أولاده من الضياع واتقَ الله وتقربَ منه داعياً لهم بالصلاح ، هو ذلك السند والدعم والمربي الفاضل والقدوة الحسنة .
ليس الاب مجرد مالاً يُنْفَق ولا سراباً يراه الابناء ولا يجدوه عند احتياجهم له .
همستي:
لذا على كل زوجة تقع في هذة الزيجة أن تحاول مراراً وتكراراً في إصلاح زوجها بكل ما أوتيت من قوة ولكن إن وجدته مصراً على هذا الفسق والاستهتار بحقوق الله والتفريط في حقوقها وحقوق أولادها أن تتركه ولكن أؤكد بعد الاستعانه بالله ومحاولاتها على تغييره ويمكنها أن تستعين بأخصائي علاقات أسريه طلباً للنصح والمساعدة لعل و عسى يستجيب .
وفي رأيي إن لم يستجب فعليها تركه وهجره وتختار عيشة صالحة نقية في رضا الله بصحة نفسية سليمة هي واولادها .
فالطلاق هنا خير من العيش مع رجل فاسق .
وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا
بقلم أ- مروة مصطفى
لااحلل النقل دون امضاء