كفاح حتى النجاح

0 726

النجاح هو الهدف السامي الذي يسعى إليه أى فرد يحيا على هذه الأرض . فيختلف من فرد لآخر ، فكل منا يريد ذاته بين النجوم اللامعة بضوء النجاح. و نسعى باتجاهات متعددة و مختلفة لكى نصل إلى أعلى درجة على سلالم المجد محققين أحلامنا و نحن هناك نرى العديد من الناجحين و نشاهدهم عند لحظة النجاح فقط و لا نعلم ماذا ذاقوا من مرارة الفشل و لذات النجاح قبل الوصول لهذه اللحظة.

جميعنا ننجح بطرق مختلفة فهناك من يريد النجاح على طبق من الذهب محققا آماله بلا عناء و لكن تلك طريقة الذين تأخذهم الرياح العاتية و تدفنهم بلا عودة مجددا لأنهم ظنوا أن النجاح طريق مبسط و مليء بالزهور. لكن هناك من يغير فكر البشر و الحكم السائدة .

نحن دوما نعلم مقولة “أن الجسم السليم في العقل السليم”. ولكن أحيانا الدنيا تلد أشخاص يغيرون أفكارنا السائدة عن كيفية نجاح المعاقين و لكنهم يملكون الروح القوية الهادفة للنجاح التي تفعل المستحيل في كل شهيق و زفير لها. تريد النجاح لكي تثبت ذاتها و تحقق كيانها من أجل بناء حياة أفضل و تجعل الفشل فترة عابرة مع مرور الزمن، وليس إعاقة لها كما يفعل الباقون ؛الذين يأخذونه نهاية لحياتهم.

مواضيع اخري مميزة
1 od 2 |

كفاح حتى النجاح

لكن هؤلاء هم أولو العزم و الروح الصلبة الذين جعلوا الفشل بدايات للنجاح. لو أطلنا النظر في أدبنا العربي سنجده حافل بالعديد من حاملي لواء الإصرار و العزيمة. منهم عميد الأدب العربي “طه حسين”. كان أعمى البصر و ليس أعمى الفكر ، و لم يتخذها إعاقة بل نقطة تحول لحياة أفضل ، وإنه من الشخصيات التي فرضت نفسها على القارىء، لم يعرف المستحيل في حياته.

و إنما آفاق الكثير من الأصحاء ، فإنه استطاع بمخيلته أن يكون صورة حية عن أسرته ، و ترك لنا ذخيرة أدبية نفتخر بها. كان دائما ما يقول “لم أتصرف في يوم من الأيام على أنني أعمى ،حتى في الأوقات التي عايرني فيها البعض بهذه العاهة ،كنت أسخر منهم ، و أشعر أن من عايرني هو الأعمى ، وليس أنا”. و نستمد من خلال هذا الكفاح المشرف أمل مشرق لحياتنا ؛ و علينا أن نكتفى ببناء الحواجز التي تعوقنا عن تحقيق أملنا ، أن نكف عن الشعور بالإحباط و أن نكسر هذا الحاجز بكلمة واحدة و هي “نعم أنا استطيع”.

إن المغامرين بسفن الإرادة في العالم الغربي ،الذين جعلوا حياتهم صورة خالدة في الذاكرة . فنجد الأدبية و المحاضرة الامريكية “هيلين كلير” التي تعتبر إحدى رموز الإرادة الإنسانية ،حيث إنها كانت فاقدة للسمع والبصر و جعلت من ظروفها معجزة غيرت بها مجرى حياتها ،فإنها نشرت ثمانية عشر كتابا برغم أننا نعتبرها من ضمن المعاقين.

من أشهر أقوالها”على الرغم من أن العالم مليء بالمعانأة ،فهو مليء بقصص النجاح”. فماذا ننتظر ؟!. علينا أن نجعل حياتنا قصة من القصص التي يفخر بها التاريخ و أن نجعل الأجيال القادمة تشعر أنهم قادرون على فعل المستحيل.

و أن نبادر بالسفر لرحلة النجاح و لكن قبل الخوض علينا أن نعلم أننا سنمر بمراحل الفشل و لكن اليقين بالله يزيل أى يأس و فشل سنمر به. و إنها رحلة طويلة و علينا أن نعلم أن الآماني التي نريدها يجب أن نتعب من أجلها فلا يأتي قوس قزح إلا بعد الغيوم الممطرة. بقلم:مريم عمران.

Facebook Comments Box
اترك تعليق