نبذة مختصرة عن الروائي و الدكتور أحمد خالد توفيق
الاسم الكامل أحمد خالد توفيق فراج ، ولد في محافظة طنطا 10 يونيو لعام 1962 وتوفى عام 2018 بعد إجراءه جراحه قلبية في مستشفي الدمرداش بالعباسية . درس الدكتور أحمد خالد توفيق الطب في جامعة طنطا وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحاره ,ودخل مجال الأدب الفني بأول رواية له وهي ًًسلسلة مصاص الدماءً التي صدرت عام 1992 في المؤسسة العربية الحديثة .
وكان بهذه الرواية أول كاتب عربي يتطرق إلي كتابة قصص الرعب والفانتزيا الروائية في مجتمعنا العربي .
قدم الدكتور أحمد خالد توفيق خمس روايات اشهرهم رواية يوتيوبا التي صدرت عام 2008 والتي ترجمت إلي عدة لغات أجنبية .
بالإضافة إلي مجموعات قصصية وكتابات صحفية وصل عددهم إلي 26 قصة ومقالة ,وأيضا وضع بصمته في الترجمه الأدبيه والفنية حيثُ قام بترجمة ثلاث روايات أجنبية إلي اللغة العربية .
صوره نادرة للدكتور احمد خالد توفيق في شبابه
لماذا لُقب الدكتور أحمد خالد توفيق بلقب ” العراب”
هذا اللقب الذي أطلقوه عليه قُراءه ومحبينة من عموم الشباب فكان الكاتب أحمد خالد توفيق بمثابة الأب الروحي لهم .
وجاء اكتسابه لهذا اللقب بسبب شدة قرب روايته وأعماله الأدبيه من فكر وعقول الشباب وذلك دفع الكثير من الناس لمعرفة العراب عن قُرب ، ولكن على الصعيد الآخر كان الدكتور أحمد خالد توفيق غير مُحب للقب العراب .
على عكس كثير من المشاهير الذين يفرحون بالألقاب العامه التي تجعلهم أكثر شهرة وتميز في مجالهم عن نظريهم من المنافسين .
ولكن الدكتور أحمد خالد توفيق كان يعتبره مسؤلية كبيره عليه وكان يقول أنا مجرد نافذة لكم على العالم الآخر ولكن يجب أن تتبحروا أكثر في القراءات الأدبية العالمية .
وربما يرجع رفضه للقب العراب من أصل ومعنى الكلمه التى يجهلها الكثيرون وهي كلمة من اصل إنجليزي (good parent) وتعنى في الطوائف المسيحية الأب الكاهن الذي يقوم بمعمودية الطفل الجديد ويقوم بمباركة المواليد ،.ولكن على الشق الآخر تعني كلمة العراب الشخص الذي يتكفل بالمواهب ويدعمها مثلما كان يفعل الدكتور أحمد خالد توفيق .
تحقيق الموازنة بين دراسة الطب والكتابة الأدبيه للدكتور ahmed khaled tawfik
.. كثيرا من الفنانين في شتى مجالات الفن المختلفة عندما يحققون الشهره والنجاح المرجو من هوايتهم الفنية
يتركون تماما مجال دراستهم الجامعية ولكن بالطبع كان الدكتور أحمد خالد توفيق مُختلف في هذه النقطه مثل اختلافه وتفرده في أشياء كثيرة ،.فاستمر الكاتب والروائى أحمد خالد توفيق في ممارسة مهنة الطب في الجامعه التي تخرج منها مع استكمال إبداعاته الفنية والروائية وكان يربط بين مهنته وفنه في كثير من أعماله و على سبيل المثال وليس الحصر :
“الطريف في طب الريف” والذي تبنى الكتاب فكرة الطبيب الذي يقضي فترة تكليفه الرسمية في مناطق ريفية وسط مجموعه من الأحداث المشوقة والمرتبة بشكل درامي منمق .
وأيضا قدم شخصية رفعت إسماعيل وهو طبيب أمراض الدم يرتدى بدله باللون الكحلى ويدخن دائما السجائر وهو مستمتع بذلك جدا .
وأيضا سلسله “سافاري” جعل بطلها طبيب يمارس عمله في الكاميرون وناقش من خلال هذه السلسلة الكثير من الأمراض الوبائية واسبابها وتاريخها .
وذلك ما جعل حديث العالم الآن أن أحمد خالد توفيق هو الطبيب الذي تنبأ بالكورونا قبل حدوثها و رد الدكتور أحمد خالد توفيق على معارضيه ورافضين أن يكون كاتب وطبيب فقال “أن الطبيب هو أكثر شخص يستطيع أن يعبر عن الناس ويقدم شخصيات روائية حقيقة لأنه هو الشخص الوحيد الذي يرى اشد أنواع الألم الجسدي وأن بالطبع هناك علاقة بين طب تشريح الإنسان وبين الأدب الفني.
ومن أشهر أقواله في حديثه عن الطب يقول
أنا احترم الطبيب البيطري اشد احترام لأنه الشخص الوحيد في العالم الذي يستطيع معالجه كائن لا يتكلم ولا يصف ما يشعر به.
حياة الدكتور أحمد خالد توفيق AHMED KHALED TWAFIK
المدينة التي بلا قلب القاهره الكبرى هي حلم وطموح لكثير من المُبدعين والأدباءالذين يرون أن اعمالهم الادبيه لا تخرج الى النور الى عند التحاقهم بالسكن في مدينة القاهره بسبب الشعبيه الكبيره وانفتاح سوق العمل بداخلها ،ولكن كما ذكرت سابقا أن الدكتور أحمد خالد توفيق ذو عقليه مختلفة ومميزه
ومن أشهر أقواله ( هم يكرهونك فقط لأنك مختلف لأنك لا تشبه تكرارهم)
فكان يكره الدكتور توفيق الذهاب إلي القاهره ووصفها بمدينة الأشباح بسبب ازدحامها الشديد فظل محتفظا ومتمسكا بالعيش في مسقط راسه التابع لمحافظة الغربية في مدينة طنطا .
وعبر الدكتور أحمد خالد توفيق في أحد لقاءاته التيلفزيونيه أنه متحمل تضحية عدم الانتقال في القاهره مقابل الهدوء النفسي الذي يجده في مدينته الساحره طنطا وترتب على ذلك أنه لم يقوم بعمل فيلم واحد بسبب ندرة علاقاته في القاهره وان ذلك الوسط يستدعى تكوين علاقات وصداقات لتجسيد رواية في فيلم .
على الصعيد الشخصي تزوج الاديب أحمد خالد توفيق من الدكتورة منال وهي طبيبة صدر وأنجب منها ولد وبنت تأثروا جدا بفراقه .
عاش الطبيب أحمد خالد شخص بسيط لم يتأثر بالشهره العالمية في تغيير سلوكه وتأثر جدا في كتاباته بالأدباء والكتاب بالروسيين وعلى رأسهم تشيكوف، وهم الذين أثروا في شخصيته وليس فقط في كتاباته .وصرح الدكتور أحمد خالد توفيق بأنه لم يجد منذ صغره ما يكفيه من روايات وقصص الرعب العربية خاصة وأنه كان ضعيف في اللغة الإنجليزية لذلك قرر البدء في قصص الرعب و الفانتزيا لنفسه ثم قام بعد ذلك بنشرها في العالم الأدبي ولاقى صدى ونجاح مرموق في حياته واستمر لبعد وفاته أيضا .
أبطال مؤلفات Ahmed Khaled Tawfik
ارتباط جمهور أحمد خالد توفيق بشخصيته كمؤلف شئ طبيعي ولكن العجيب هو ارتباط القارئ بأبطال رواياته بشكل صميممثل ارتباطهم بأبطال شكسبير وتشيكوف وفي هذة الفقرة نستعرض أحد ابطال مؤلفاته التي كسرت النمط التقليدي للبطل الاسطوري في الكتب والروايات ,وهي شخصية ” رفعت اسماعيل ” في أسطورة العلامات الدامية التابعه لسلسلة ما وراء الطبيعة .
رفعت إسماعيل
حيث جسد الطبيب المصري في الثمانينات في صوره مضادة للبطل فهو لا يتسم بأي صفه جمالية ولا شكليه ولا يمتلك مهارات حياتيه مبدعه ولا أفعال خارقه يُبهر بها القارئ هو طبيب مريض بأمراض مختلفة ينتظر لحظة موته ليس له أي موهبة سوى عقله فله جاذبيه من نوع خاص .
وببساطة هذا البطل هو ما يجعل القارئ يصل إلي التماهي مع الشخصية وتصور نفسه مكان هذا البطل على عكس الشخصيات البطولية التي لا يستطيع القارئ أن يحقق عنصر التماهي معها بسبب صفاتها الخارقه ،.فجسد المؤلف أحمد خالد توفيق شخصية رفعت اسماعيل البطل بأنه متخصص في أمراض الدم لانه يرى أن هذا الفرع من الطب يحتاج إلي عقليه من نوع خاصفجعله شخصية ثلاثية الأبعاد لها تاريخ وحاضر ومستقبل.
واستمد بطل الرواية رفعت اسماعيل الكثير من صفات صانعها الدكتور أحمد خالد توفيق فهو يتشابهه معه في تدخينه الزائد للسجائر وأيضا في التوتر الداخلي الذي يعيشه المؤلف والذي برز في معظم أعماله والشعور بالملل .
إقلاع الدكتور أحمد خالد توفيق عن التدخين
وعلى أثر هذه الشخصية النا جحه شعبيا ودراميا ورغم الحرص الشديد له على الالتزام بالمعايير الأخلاقيه في رواياته وكتابته و أنه يضع سقف رقابة لذاته .و وصلت له رسالة من أحد قراء الرواية أن صديقه من شدة تأثره بشخصية رفعت اسماعيل أصبح مُدخن للسجائر فقرر المؤلف اعتزال تجسيد مشاهد تدخين في أعماله معتبرا أنه يحمل على عاتقه مسؤولية أخلاقية تجاه الجيل الصغير الذي يقرأ أعماله .
وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق
توفى الدكتور عن عمر ينهاز 55 عام بعد صراع مع مرض في قلبه وإجراء عملية جراحيه يوم 2 ابريل عام 2018 .واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاته التى كانت بمثابة صدمه نفسية لجيله ومتابعيه ،الذين خلدوا أسمه وأعماله على قبره حيث قامت أسرة الروائى أحمد خالد توفيق بتصريح أنهم يستعدون لإصدار كتاب يحمل رسائل وكلام محبيه الذين اصدروه بعد وفاته لتخليد ذكراه وأثره الطيب في نفوس قراءه .
وعبر احمد توفيق في كثير من اقواله أنه كان يهاب الموت فكيف لا يخاف من الموت وهو غير مستعد للقاء ربه .و من اهم الاسباب التي جعلت الدكتور احمد خالد توفيق قريب من قلوب الشباب هو تواصله الدائم معهم من خلال ندواته ولقاءاته الثقافية وحفلات توقيع رواياته فكان على اتم استعداد أن يجلس على قهوة بسيطة مع مجموعه من الشباب للاستماع لهم والعمل على مساعدتهم ,وهذا التواضع والبساطة الشديدة هي التي جعلته تسبب فى وجع قلوب جيله ومتابعيه بعد وفاته .
